الخجل عند الأطفال مشكلة لها ألف حلّإذا لاحظت أن طفلك لا يشعر بالإرتياح عندما يكون موجوداً بين مجموعة من الأشخاص الغرباء ، أو يبدو خائفاً ومنزعجاً ، اعلمي أنه يعاني الخجل ، لكن الشعور بالخجل في حد ذاته لا يُعتبر مشكلة خطيرة .
إليكِ الطريقة التي تساعدكِ في اكتشاف ما إذا كان طفلك خجولاً أم أنَّ ثمة ما يخيفه بالفعل ..
يتمتع بعض الأطفال بقدرة مذهلة على التواصل وبسرعة مع الآخرين في حين يتردد أطفال آخرون في مخاطبة الآخرين أو التكلم أمام مجموعة من البشر ، فيوصفون بالخجولين ، إذا كان طفلك ينتمي إلى تلك الفئة الخجولة ، ما عليكِ سوى الصبر ، واستخدام كل الوسائل المتاحة لمساعدته في التغلب على خجله .
كيف تتأكد من أن طفلك يشعر بالخجل ؟إذا كان طفلك يختبىء خلف قدميكِ ، ما أن يوجه أحدهم الكلام إليه ، أو لا يتحدث إلا مع أفراد عائلته والأشخاص الذين يعرفهم فقط ، أو إذا كان يدير وجهه رافضاً النظر مباشرة في عيني إحدى صديقاتك ، فاعلمي يا عزيزتي أن طفلك خجول ، ولابد أنه يعاني كثيراً مشكلته تلك .
تشير الدراسات إلى أن طفلاً واحداً من أصل طفلين خجولين يتحول إلى راشد منغلق على ذاته . ثمة مرحلتان مهمتان تؤديان دوراً أساسياً في تكوين شخصية طفلك الخجول وتكونان حاسمتين في ما يخص تغلبه على الشعور بالخجل وهما : مرحلة المدرسة الإبتدائية وفترة المراهقة . يجد الطفل الخجول صعوبة كبيرة في أخذ المبادرة أو حتى رفع اصبعه في الصف ليعطي رأيه أو يُدلي بأجوبته ، كما أنه في فترة المراهقة ترينه يتردد كثيراً في الذهاب لشراء ربطة خبز ، ويرتعب من مجرد فكرة توقيع بطاقات دعوة أصدقائه ، هذا إذا كان لديه الكثيرون منهم ، لحضور حفل عيد ميلاده . ثمة درجات عدة للخجل ، ولكن الطفل الذي يعاني خجلاً شديداً ، هو حتماً إنسان تعيس وفاقد الثقة بذاته ، ويجد صعوبة كبيرة في تكوين صداقات حقيقية .
أسباب الخجل ثمة عوامل عدة تسهم في تكوين شخصية الطفل الخجول منها :
- قلق الإنفصال : يعتبر خبراء التربية أن ( قلق الإنفصال ) السبب الأول للشعور بالخجل الشديد ، حيث ابتداءً من عمر السنتين يحاول الطفل في هذه المرحلة أن يفعل كل شي للحفاظ على المحبة والعاطفة اللتين ينالهما أو يستحوذ عليهما من كل شخص يعرفه لاسيما والدته ، وهذا ما يمنعه أو يحول دون إنشائه إرتباطات وعلاقات جديدة مع الآخرين .
في الإجمال ، يختبر أغلب الأطفال بدرجات مختلفة ، الشعور بالخوف من قلق الإنفصال عن الأم ، وهو أمر يسهم كثيراً في معاناة الطفل الخجل ، الذي تعتمد درجاته على مدى شدة تأثير مرحلة ( قلق الإنفصال ) في حياة الطفل .
- الصوت المنخفض : أحياناً كثيرة يؤدي صوت الطفل المنخفض وغير الواضح إلى معاناته الخجل ، كيف ؟ قد يُسارع البعض عندما يحدثهم الطفل الصغير بصوت منخفض غير مفهوم إلى القول له : لماذا تشعر بالخجل ؟ هل فقدت لسانك أو أين صوتك ؟ هذه التعليقات تؤثر سلباً في الطفل ، وسوف تدفعه إلى الإعتقاد أنه مختلف عن الآخرين ، وأن ثمة مشكلة في صوته ، ما يجعله يتقوقع على ذاته مفضلاً التزام الصمت على أن يسمع تلك الكلمات الجارحة في حقه .
- ضغط الأهل : يؤدي الأهل دوراً أساسياً في تكوين شخصية الطفل الخجول لاسيما أولئك الذين يمارسون ضغطاً على أبنائهم للقيام بأشياء معينة .
وتزداد درجة الخجل كلما أفرط الأهل في قلقهم من تصرفات طفلهم ، وحثه بشدة على تأدية مهمات وأفعال يعتقدون أنه قادر على القيام بها .
مثلاً – إذا اختبأ الطفل خلف والدته عندما يرى أشخاصاً غرباء ، تُسارع إلى نهره والقول له : ( ماذا تفعل ورائي ، اذهب والعب مع الآخرين ) ، تصرف الأهل بهذا الشكل من خلال دفع الطفل دوماً إلى الذهاب نحو الآخرين يخاطرون من خلاله بالحصول على نتيجة عكسية تماماً ، خلافاً لما يسعون إلى تحقيقه ، إضافة إلى زيادة شعور طفلهم بالخوف .
كيف يمكن أن تساعدي طفلك للتغلب على خجله ؟عليكِ أولاً عزيزتي أن تشجعيه على مراقبة الآخرين قبل أن يقترب منهم ن من المهم جداً في البداية إثارة حشريته من دون أن تجعليه يحس بأنك تدفعينه إلى ذلك ، مثلاً : إذا كنتما على الشاطىء وأمامكما مجموعة من الأطفال يلعبون ويمرحون ، حاولي أن تشجعيه تدريجياً على الإنضمام إليهم .
أسأليه في البداية : هل يبنون قصراً أم جسراً ؟ ثم اقترحي عليه في مرحلة لاحقة أن يقترب وقولي له : يمكنك إذا أحببت الذهاب والمشاركة في بناء القصر ؟ من دون الإصرار عليه ، تأكدي أنك سوف تنجحين في تبديد مخاوفه من الآخرين وإزالة قلقه من حكم الآخرين عليه .
خطوات ناجعةاسعي إلى ان ينتسب طفلك إلى فريق رياضي أو مجموعة تقوم بنشاط معين ، مثل الرسم أو العزف أو الرقص وذلك بهدف جعله محاطاً بعدد من الأطفال والأشخاص الجدد ، يعتبر الخبراء أن التعبير الجسدي يساعد الطفل في التغلب على مخاوفه ، كما أن الأشغال اليدوية تتيح له تمرين مهاراته الحركية والتعبير عن مشاعره من خلال الصورة أو النحت دون أن يشعر بخجل أو خوف من نظرات رفاقه لأنهم يفعلون الشيء ذاته ، قيامه بأي نشاط ضمن جماعه صغيرة سوف يُشعره بأنه ليس وحيداً أو معزولاً ، ما يبدد مخاوفه ويزيد من ثقته بالذات .
من المهم جداً أن تعلميه مدى تقديرك أدنى فعل استقلالي يقوم به ، مثلاً ، لا تنسي أن تشكريه ، إذا ساعدك في الأعمال المنزلية ، حتى لو قام فقط بتوضيب ألعابه أو حمل لك كيس القمامة إلى الخارج .
أعدي له مناسبات كثيرة ليتمكن من دعوة أصدقائه إلى المنزل ، لأن ذلك سوف يعزز ثقته بالذات ويساعده على تكوين صداقات حقيقية .
يميل الطفل الذي يشعر بخجل محدود ، إلى التقليل من قدراته والقلق من حكم الآخرين عليه ، من هنا لابد أن تكثري من مدحك له وتشجيعه ، لأنهما يشكلان الوسيلة الأكثر ضماناً لمساعدته على استعادة ثقته بذاته .